المستثمرون لجؤوا لبيع الذهب لتغطية خسائرهم في فئات الأصول الأخرى (رويترز)
شهدت أسواق الذهب في الولايات المتحدة وأوروبا خلال الأسابيع القليلة الماضية، موجة إقبال غير مسبوقة من الناس على بيع مقتنياتهم من الذهب، وسط مخاوف من تراجع الارتفاع غير العادي في أسعار المعدن الثمين الذي تغذيه المخاوف من تفشي فيروس كورونا منذ بداية العام.
ووفقا لتقرير نشرته وكالة بلومبيرغ، فإن ارتفاع مبيعات الذهب المستخدم ناجم عن الارتفاع السريع في سعر الذهب الذي زاد 8.4% منذ بداية هذا العام حتى يوم الخميس الماضي، قبل أن ينخفض مجددا.
وقالت الوكالة إن المخاوف بشأن تراجع أسعار الذهب أصبحت حقيقة، حيث انخفض سعر المعدن الأصفر إلى 1563 دولارا للأوقية، بعد أن كان قد وصل إلى 1689.31 دولار للأوقية في نيويورك يوم الاثنين 24 فبراير/شباط الماضي، وهو أعلى مستوى له في نحو سبع سنوات.
وعزت الوكالة ذلك إلى لجوء المستثمرين لبيع الذهب لتغطية الخسائر في فئات الأصول الأخرى.
وبحسب الوكالة، فإن التراجع الذي سجلته أسعار الذهب الجمعة قد يعزز حمّى بيع الذهب بدل إيقافها.
وأورد تقرير بلومبيرغ آراء بعض أصحاب محلات تجارة المجوهرات التي أشارت إلى أن مبيعات الذهب القديم غالبا ما ترتفع عندما تزيد أسعار الذهب، لكن مع ذلك لم يلاحظ ارتفاع على هذا المنوال مطلقا.
وقالوا إن لا أحد يفكر الآن في الانتظار تحسبا لارتفاع أكثر في أسعار الذهب مستقبلا، حيث إن ما يحدث هو بمثابة "هروب نحو الأمان دافعه الخوف"؛ هؤلاء أضافوا أن الناس يحاولون "بيع أي شيء يستطيعون بيعه".
وفقد الذهب في نهاية تعاملات الأسبوع (الجمعة) 4.6%، في أكبر انخفاض مئوي ليوم واحد منذ منتصف 2013، مع قيام المستثمرين الفزعين من فيروس كورونا بتسييل شتى الأصول، بحسب ما أوردته رويترز.
وشملت الخسائر أيضا البلاديوم الذي نزل 13%، و البلاتين الذي تراجع 6.1%، والفضة التي هبطت 7.4%.
وفي العادة، يعتبر الذهب ملاذا آمنا في حالة المخاطر الجيوسياسة أو الاقتصادية التي تدفع المستثمرين لتنويع محافظهم، والتوجه نحو المعدن الأصفر رغم أنه لا يحقق عوائد استثمارية مباشرة، لكن يبدو أنه مع ارتفاع المخاوف من تفشي كورونا وزيادة خسائر المستثمرين، لم يعد الذهب يتمتع بصفة "الملاذ الآمن".